عصر يوم رمضانى من أواسط الشهر الفضيل .... كنت أكلم قريبتى التى تدرس فى الصف الثالث الثانوى هذا العام ؛ سألتها عن دراستها ؟ أجابتنى : مصيبة ! قلت : لاحول ولا قوة الا بالله ؛ ما الذى حدث ؟
قالت لى : كتاب الفقه ألغى ؛ ولم ينزل المنهج الجديد بعد ،
جل مصيبتها كانت فى متى سينزل الكتاب الجديد وكيف سنذاكره ؟!
لكن عقلى كان لا يزال يجول فى متاهة ماذكرته لى قبل قليل : ( كتاب الفقه ألغى )
أول ماتبادر الى ذهنى حسبنة نابعة من أعماق قلبى ( حسبنا الله ونعم الوكيل ؛ اللهم أذله كما أذلنا ) أول مرة أدعو عليه بهذا الكم من الحرقة والاحساس النابع حقا من قلبى ؛ لم أصدق أنه يستطيع أن يفعلها ؛
فى البداية لغى كتاب الفقه المذهبى فى المرحلة الاعدادية ؛ مع أنه كان كتابا قيما بما تعنيه الكلمة ؛ قلت : ربما أشفق على أولاده الذين خرجوا من الابتدائى لا يعلمون شيئا بفضل نظام تعليمى فاشل تماما فاذا بهم
يفاجئون
بكتاب مثل هذا ؛ لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل امتد لكتاب التوحيد وكتاب التفسير للثانوى لينتهى بفاجعةبحجم كتاب الفقه .
اطلالة سريعة على الكتب التى لغاها فضيلته ليضع بدلا منها مقالات تصلح لأن تنشر فى صوت الأزهر - دى آخرتها فعلا _ لنجد أنها :
فى الفقه : كتاب الاقناع فى حل ألفاظ متن أبى شجاع _ للمذهب الشافعى والذى شرفت بدراسته .
فى التفسير : المنار للنسفى
فى التوحيد : جوهرة التوحيد .
لم أدرس منها سوى كتاب الاقناع ؛ وأقسم أنى لم أستفد بكتاب علمى فى حياتى بمثل ما استفدت من هذا الكتاب ؛ كنت أخلو بكتابى هذا فى أيام دراستى الثانوية كلما تسنح لى فرصة لأدقق فى كل كلمة منه ؛ فاذ به يأخذنى - فضلا عن الأحكام الفقهية - الى نكت بلاغية وأدبية ونحوية كعادة العلماء - يوم أن كان عندنا علماء _
حسبنا الله ونعم الوكيل
ما يجول بخاطرى الآن - وهو ما أستشعره مصيبة أكبر من التى نحن فيها - :
ماذا سيحدث بعد ؟!!!! بعد أن يرفع الله هذا البلاء عنا ؛ هل ستعود مناهجنا كما كانت أم سيتبقى هذا الهراء المسمى مجازا : كتب أزهرية .
احدى الطالبات الوافدات فى كليتى - هى من دولة أفريقية تعيش مع خالها هنا لتدرس فى الجامعة العريقة - تحكى عن خالها قوله : حق على كل مسلم أن يقبل سلالم الأزهر .
عذرا سيدى لأنه لم يبق أزهرا .... دموع تسرى فى عينى وأنا أكتب هذا الكلام ؛ لا أصدق أبدا أن تشرق شمس على أزهرنا وقد نخر الفساد فى أركانه حتى لم يبق أزهرا ....
درست فى الأزهر يوم أن كان أزهرا - أتممت حفظ كتاب الله وأنا فى الصف السادس الابتدائى كما كانت مناهجنا تقضى يومها لا كما يحدث الآن حفظ القرآن كاملا مع نهاية الثانوى !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كل يوم وأنا أذهب الى معهدى كنت أشعر بالفخر ؛ والى الآن لازلت أشعر بعزة لانتمائى الى الجامع ...الجامع الأزهر ...
لم أحس يوما بأن مناهجه صعبة ؛ أو أنه يخاطب عقلية تفوق عقلياتنا ونحن صغار؛ لم أقارن نفسى يوما بأى من أقرانى ممن يدرسون فى المدارس العادية ؛ لأنى كنت أدرك قيمة ما أنتمى اليه ...
فبالله عليكم - الى كل من يدعى الاشفاق والنصح وينادى بتغيير مناهج الأزهر - :
لا نريد شفقتكم هذه ؛ سئمناها ؛ لأنها تفقدنا أعز مانؤمن به ؛
بالله عليكم ؛ نحن راضون بما نحن فيه ؛ راضون بمناهجنا القديمة ؛ بكتب التراث التى ندرسها - لاالمقالات التى أصبحنا ندرسها -
راضون بأن نتم حفظ القرآن فى الابتدائى بل فخورون بهذا .
فخورون بأننا على ثغر من ثغور الاسلام ؛
فبالله عليكم توقفوا عن نصائحكم المدعاة ....
قبل : أن لايبقى أزهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا !!!