ولأول مرة أجد نفسي مدفوعة دفعا الى الحديث عن كليتي ... كليتي الهادئة الوادعة ... المسالمة ....
لا أحبذ كثيرا الحديث عما يجري في الكلية لاعتبارات شخصية ؛ لكن الأمر هذه المرة لم يعد محتملا ؛ فقد فاق تصوراتي بشدة ؛ فكليتي الجميلة .. لم تعد جميلة !!!وربما القادم أسوأ !
كل هذا بسبب البيه ! أيوه تماما البيه قائد الحرس الجديد ! الباشا معرفش جاي منين حتة شايف نفسه علينا !- مش علينا باعتباري معيدة ؛ لاعلينا باعتبار اني قريبة العهد بالطالبات -
عادة عندما أذهب للكلية أصلي الظهر في المسجد - المعيدات عندهم غرفة خاصة بهن ؛ لكني أفضل الصلاة في المسجد - أحب أن أسجد على نفس المكان الذي كنت أسجد فيه وأنا طالبة ؛ وأحمد نعمة ربي علي ؛ وفي نفس الوقت أرى الوجوه النيرة التي تزداد بالمسجد نورا ؛ واعتاد غالبية البنات مني صلاتي في المسجد تلك ؛ فأي واحدة عايزة مني حاجة تجيلي المسجد بعد الظهر ؛ المهم بقى من 3 أيام كنت بشرح لبنت في المسجد موضوع فقهي عندها والساعة كانت 1 وثلث تقريبا ؛ فجأة لقينا عاملة داخلة تقولنا : المسجد للصلاة بس ؛ يلا قوموا !!!!!!!!!!!!
البنت اللي كنت بشرحلها دي بنت طيبة مالهاش في حاجة فماحبيتش أدخلها معايا في مشاكل ؛ خدتها أكملها شرح برا المسجد ؛ على اعتبار ان ده حدث منفرد وهيعدي ؛ لكن تاني يوم بقى حصل ده !!!
بالأمس : بعد صلاة الظهر بعشر دقائق تقريبا فوجئت بمديرة الكلية تدخل لتسأل - وبالاسم - عن البنت التي كانت تلقي درس المسجد ؛ طبعا البنات كتير ؛ وخاصة لسه في بداية الصلاة والمسجد مزحوم فمش عرفت تطلعها ؛ فماشاء الله تصرفت تصرف غاية في الحكمة والذكاء : قفلت المسجد على البنات - وأنا معاهم طبعا - ونادت بأعلى صوت عندها على بنات الاتحاد - اللي والله أعلم أول مرة يدخلوا مسجد الكلية ده في حياتهم - قالتلهم : أمااااااااال انتو هنا بتعملوا ايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ؟ أمال احنا باعتينكم هنا لييييه ؟
طبعا المسجد فيه بنات بتصلي ؛ وبنات تانية قاعدين كتير ؛ وساد فيه الهرج ؛ قامت واحدة من بنات الاتحاد في الآخر طلعت الأخت اللي كانت بتلقي الدرس .وةقالت هيا دي ؛ المديرة عايزة تاخدها معاها ؛ فالأخوات بقى قالولها : لو هتاخديها خدينا معاها ؛ الأخوات كلهم بقى قالوا كده ؛ وفي ساعتها لقينا : العميد والوكيل والبيه - قائد الحرس داخلين المسجد !!!!!!!!!!!!!!!!!
مع ملاحظة ان دي كلية بنات ؛ وده مسجد بنات ... يعني دول مالهمش أي شبهة حق يهجموا علينا في المسجد كده .... الله يتولانا برحمته .
الوكيل خلى البنات يقعدوا كلهم الصراحة كنت عايزة أعتبر نفسي في المجموع وأخليني مع البنات عادي - لكن اللي فرسني ان بنات الاتحاد واقفين مع المديرة كأنهم متحكمين في البنات والهانم واحدة منهم بتقول لبنت : وريني كارنيهك ؟
جايبة شرعية الحق ده منين مش عارفة ؟ آل وريني كارنيهك آل !!!!!
فقمت واقفة ورايحة للوكيل وقفت جنبه ؛ الصراحة أول ماشافني اتخض : انتي بتعملي ايه هنا ؟ على اعتبار ان المسجد ده منكر يعني ماينفعش الناس الطيبة من أمثالي يبقوا موجودين فيه . قلت له : بصلي زي كل يوم .قام وقفني جنبه وبدأ العميد يسمعنا شدوه !!! حسبي الله ونعم الوكيل
- أنا صاحب الأمر والنهي في الكلية دي وهقفل المسجد ده خااالص ؛ ومش هينفتح الا باذن كتابي مني !
- لازم تصلوا في الكلية يعني ؟ اجمعوا الظهر والعصر للضرورة - ماشاء الله على الفتوى - .
وقام البيه بقى فجأة على صوته : كان بيرج في المسجد والله : فلانة الفلاني .... ونادى على اسم الأخت تيجي لي دلوقتي من غير كلااااام .
طبعا كلام البيه قطع كل كلام تاني ؛ فتحوا الباب طلعوا البنات من المسجد ؛ والأخوات سألوني : نروح معاها ولا نمشي ؛
الصراحة الوضع كان مكهرب قلت لهم : لو على أدها هيا فبسيطة ؛ محدش يقعد هنا كله يطلع بره ؛ وطلعت أنا كمان ؛ بره بقى أخوات كليتنا - قلبهم رهيف أوووي فقاعدين تجمعات منتظرين هيحصل في البنت ايه !فرسوني امبارح والله !
قلت لهم : محدش يفضل هنا ؛ امشوا ؛ وفين وفين على ماسمعوا الكلام ! الله المستعان !
كل ده حاجة بقى واللي جاي حاجة تانية ؛
العميد بقى طلبني وقالي : بتصلي في المسجد ليه ؟ نعااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام ! أمال المسجد معمول لايه ؟ بيقولي : ماتصليش في القسم بتاعك ليه ؟ ماتصليش في غرفة المعيدات ليه ؟ قلت له : عادي ؛ متعودة أصلي في المسجد علشان الجماعة ؛ اللي كان مقويني دكتورة لسه صغيورة كده واخدة الدكتوراة قريب غالبا بتيجي المسجد تصلي ؛ فلما عرفت المشكلة جات وتدخلت للبنت عند البيه !
تخيلوا البيه يقولها : يادكتورة أنا مش عايز أقولك : انتي متعاطفة معاااااااهم ! طيب ياخويا !
من النكت اللي بجد بقى في اللي حصل امبارح : ان العميد هو اللي مصمم يحول البنت لمجلس تأديب ؛ أو يجيبلها النيابة - على اعتبار القانون الجديد اللي أحمد قالي عليه بالليل - والخاص بأن أي مشكلة في الكلية ماتتحولش لمجلس تأديب ؛ لا ؛ ده يحولوها للنيابة بشهادة موظف واحد ان ده حصل في الكلية .............. مهي ناقصة !
سيادة العميد بقى مصمم يحولها وعمال يعيد ويزيد : أنا من حقي كعميد كليةأفصل أي بنت وأي عضو هيئة تدريس بيتكلم في غير تخصصه والجامعة تقر فصلي ده بموجب القانون 103 وطلعلنا قانون كده من الجامعة من الدرج بتاعه ..............يعني أنا تخصصي أصول فقه لو تكلمت مع البنات في الفقه يفصلني من الجامعة ! ... حسبنا الله ونعم الوكيل .
بقى العميد هو اللي هيحول البنت لمجلس تأديب وفصل نهائي والبيه هو اللي بيقول : خليها المرة دي علشان خاطري .... ياسلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام ......... دنيا !!!!
وسيادة العميد بقى بيقول للأخت ايه : أنا بوجه لك التهم دي
اثارة الشغب في الكلية ؛
تجمهر البنات ؛
تعطيل العملية التعليمية ؛
العميد هو اللي بيوجه التهم ....... يمكن أخد كورس قانون مكثف واحنا مش عارفين .......ايه يارب الحاجات دي !
العادة التمثيلية تبقى ان العميد هو اللي يدخل لصالح الطلبة بتوعه أمام جبروت الأمن ؛ لكن يوصل الحال لقلب الوضع بالدرجة دي .... احساس بالهوان صعب أوووي .
أجمل حاجة : ان البيه فاكر انه عارف كل حاجة في الكلية ؛ والمعلومات اللي جاية له من مصادره الملخبطة ان الأخت دي هيا مسئولة الكلية ؛ فهو معتقد بقى : انه دلوقتي لما يعفوا عنها يبقى الأخوات كلهم مدينين ليه ؛ ويحولهم لصفه ... بمنتهى البساطة أو ربما السذاجة !
في النهاية العميد كتبها تعهد ؛ ومضاها عليه ان أي حاجة تحصل في المسجد هيا مسئولة عنها كل التخفيف ده طبعا علشان خاطر عيون الباشا قائد الحرس ...... دنيا عجيبة
وكأن سيادة العميد مش عارف انه طول 4 سنين هو فيها عميد الكلية دي ؛ ودرس المسجد كل يوم بيتقال ؛ وما حصلش أي حاجة جديدة غير ان القائد تغير !!!!!!!!!!!ربنا يتولانا برحمته !
النكتة اللي بجد بقى : البيه قائد الحرس وهو طالع من المسجد بعد لما كان مقفول قال : البنات اللي برا دخلوهم يصلي ؛ احنا مش بنمنع حد من الصلاة .... احنا مش ظلمة !!!!